*رسالة مفتوحة إلى جريدة الأحداث المغربية…
السادة والسيدات في الجريدة…
بعد التحية والتقدير…
نشرتم،وعلى صدر الصفحة الأولى لجريدتكم،عدد الإثنين 28-10-2019،مقالاً،تحت عنوان”إنفصاليو الريف ،،،سقط القناع عن القناع”،وتحت هذا العنوان، سيل من التحريض على معتقلي الحراك الشعبي بالريف، وعلى أهل المنطقة عموماً، بل، وصل بكم الأمر إلى اعتبار مئات الآلاف التي خرجت في الحراك، مجرد مخدوعين بمطالب إجتماعية، ركبها إنفصاليون متخفون وراءها.
السادة والسيدات…
لقد إختارت جريدتكم يوم إحياء الذكرى الثالثة لاستشهاد محسن فكري،شهيد لقمة العيش والكرامة، وبتلك الطريقة المفجعة،ولم تحرك فيكم تلك الفاجعة، التي كانت الشرارة لإطلاق الحراك الشعبي،واجب ذكر الموتى بالخير،خصوصاً وأن طيفاً واسعاً من الحقوقيين والسياسيين قد تنادوا لإحياء الذكرى تنفيذاً لدعوة الإئتلاف الديموقراطي من أجل المعتقلين وفك الحصار عن الريف.
السيدات والسعادة…
لقد إختارت جريدتكم نشر مقال وبالعنوان الآنف الذكر: “إنفصاليون الريف، ،، سقط القناع عن القناع”،والمعروف أن مثل هذه الصياغة العنوانية، لا تطلق إلا على حركات إنفصالية فعلية، ومنظمة ومؤطرة (كاطالونيا-الباسك-التاميل-حركة مورو بالفلبين)فهل ينطبق ما ذهبت إليه جريدة الأحداث المغربية على عناصر لا تأثير لها على الدياسبورا الريفية وأحرى أن يكون لها ذلك على تربة ريفنا؟
السادة والسيدات…
القول الأوضح أن الجريدة مارست قلب معطيات مسيرة باريس 28أكتوبر-2019،وحولت فعلاً مرفوضاً ومشيناً من طرف عناصر معزولة وهي تحرق العلم المغربي،إلى،معطى لتأليب الرأي العام الوطني على الحراك وبالتحريض على معتقليه.
وجريدة الأحداث المغربية،وهي مؤسسة إعلامية،تعرف، وإذا لم تكن تعرف ففضيحة،أن التاريخ وبكل تجاربه الإنسانية،يؤكد آن كل التجارب الكبرى تكون لها هوامش السلبية والمشوشة،وحراكنا الشعبي المبارك بالريف،وباعتباره حركة إجتماعية نوعية،لم يشذ عن تلك القاعدة،فهل يصح يا أصحاب جريدة الأحداث المغربية،عقلاً ومنطقاً،التشكيك في وطنيتنا إن لم أقل تخويننا بفعل بعض سفهائنا؟
السادة والسيدات…
إن غض الطرف عن الحشد الكبير للحراكيين الوطنيين في مسيرة باريس، والتركيز على فعل معزول، يفرض التذكير بأن الحراك الشعبي بالريف قد إختار منذ البداية خطاً ثالثاً،إذ،رفض كل الميولات المتطرفة، ومهما كان شكلها ومضمونها، ومنها إعطاء مضمون سيادي لعلم “إتحاد قبائل الريف، المعروف” “بعلم الجمهورية”إذ أصر الحراكيون ومعتقليهم وعائلاتهم على اعتبار ذلك العلم رمزا، ورمزاً فقط،للمقاومة والعزة،إبان الثورة الوطنية الريفية التحررية، هذا من جهة، كما رفض أي إلتفاف على مطالبه المشروع التي نزل أهل اهل الريف من أجلها،وقد لاحظ كل متتبع للحراك الشعبي بالريف أنه لم يمس لا من قريب أوبعيد شكل الدولة ولا وحدة التراب الوطني،بل ركز على الفساد والتهميش المناطقي من جهة ثانية…
السادة والسيدات…
إن تغييب جريدة الأحداث المغربية لمواقف الحراك المعبر عنها بمسؤولية،والتركيز على سلوك سفيه لعناصر لا تشكل شيئاً، ولا موطئ قدم لها في ريفنا الوطني،هو،تحريض مبطن على المضي قدماً في رفض الإستجابة لمطلب إطلاق سراح المعتقلين واستمرار العائلات في تكبد المعاناة،…
فإلى متى متى سنبقى نحن الريفون والريفيات عرضة التشكيك في وطنيتنا التي تجري في عروقنا أباً عن جد يا أهل جريدة الأحداث المغربية ومن لف لفها؟؟؟..
الناظور في:31-10-2019.
محمد صلحيوي..
محمد صلحيوي
التعليقات مغلقة.