الاعلام نصف المعركة في احباط انقلاب تركيا العسكري
gfxgfhxfhfghfghfg
عبد الرزاق سعيد:

 لم تخل محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا من مفارقات كان البطل الأساسي فيها هو الإعلام، على الرغم من الطبيعة الدراماتيكية لما شهدته تركيا ليل الجمعة – السبت. وكان التلفزيون الرسمي للدولة «تي آر تي» بقنواته المختلفة في طليعة أهداف محاولة الانقلاب كغيرها من المحاولات والانقلابات، فقد سيطر الانقلابيون على التلفزيون الرسمي وأذاعوا منه بيانهم الذي أعلنوا فيه سيطرتهم على السلطة في تركيا، بعد أن انقطع بثه لفترة وجيزة في فاصل بين عهدين لم يكتمل آخرهما، ولم يصمد أكثر من ساعات، ليعود كل شيء بعدها كما كان. المفارقة هنا ليست في استيلاء الانقلابيين على التلفزيون الرسمي ثم فقدهم إياه، بل كانت في ظهور مذيعة واحدة بدورين في هذه الأحداث؛ مرة لتقرأ بيان الانقلابيين، ومرة لتعلن فشل محاولة انقلابهم. في المرة الأولى اضطرت المذيعة تيغان كاراش ذات الشعر الأشقر لقراءة بيان الانقلاب أمام كاميرات الصحافيين، ، مؤكدة أنها اضطرت لذلك لأنها كانت تحت تهديد السلاح. وقالت كاراش: «أرغموني على قراءة البيان.. طالبني الانقلابيون بقراءة البيان تحت تهديد السلاح، مما دفعني إلى قراءته في ظل تلك الظروف، أحمد الله أنه لم يصبنا مكروه ولا أريد أن أتذّكر هذه اللحظات مرة أخرى». واحتفلت القناة التركية بعودة بثها بعد انقطاع دام ساعات، وأعلن وزير العمل التركي سليمان سويلو «تحرير» القناة من الانقلابيين. ثم أكدت أن ما أنقذها من براثن الجيش، هو اقتحام مواطنين أتراك مبنى التلفزيون بكثافة اضطرت معها القوات المسلحة إلى الانسحاب. ووقفت كاراش بين زملائها في العمل معلنة أسفها على ما فعلت، ومؤكدة أنها لم تكن لتفعل ذلك بإرادتها، كما شكرت تفهم الناس وجمهور القناة لموقفها حيث كانت «مسلوبة الإرادة». ظهرت تيجان كراش مجددا وسط حشد من المواطنين، وهي تلتقط صور السيلفي معهم، ووجهت للمواطنين الشكر لإنقاذها. من جهته، قال مدير قناة «تي آر تي» العربية إبراهيم إلما إن قوة انقلابية سيطرت مؤقًتا على مقر القناة، وقد تم طردها لاحًقا. وكان جنود من الجيش التركي اقتحموا مبنى القناة، وتبع ذلك قراءة بيان للانقلابيين أعلنوا خلاله حظر التجول في أنحاء البلاد، وإغلاق المطارات، بناء على أوامر الجيش، ثم انقطع بث القناة. وتكرر الأمر مع قناة «سي إن إن تورك» الخاصة بعد انقطاع لفترة وجيزة عقب ظهور الرئيس رجب طيب إردوغان عليها من منتجع مارمريس جنوب تركيا عبر تطبيق «فيس تايم». فقد تتابعت بسرعة مذهلة أنباء الانقلاب العسكري في تركيا مساء الجمعة وانتظر الأتراك ظهور الرئيس رجب طيب إردوغان على شاشة التلفزيون الحكومي في كلمة مباشرة أو مسجلة، لكنه فضل الظهور الأول عبر أحد تطبيقات التواصل وهو «فيس تايم» الخاص بشركة «آبل» على قناة «سي إن إن تورك» مع أن إردوغان كان صرح مراًرا بأنه لا يحب التعامل مع تكنولوجيا وسائل الاتصال. وكان ظهور إردوغان بهذه الطريقة وتوجيهه نداء إلى الشعب بالنزول إلى الشوارع لحماية الشرعية دافًعا لتشجيع مؤيديه على النزول إلى الشوارع والتصدي لقوات الجيش التي حاولت الانقلاب على نظام حكمه. تطبيق «فيس تايم» طرحته شركة «آبل» للتواصل عبر الفيديو بين أجهزتها عام 2010 لأجهزة «iOS» وعام 2011 لنظام «ماك»، ويعد من بين أحد أبرز التطبيقات التي توفرها «آبل» لمستخدميها. التطبيق نفسه استخدمه الرئيس التركي السابق عبد الله جول لإدانة محاولة الانقلاب ومطالبته العسكريين بالعودة إلى مواقعهم قائلا إن الجندي الشريف لا يخون وطنه، وعلى الجميع الانصياع للدستور والقانون. ويرى محللون أن حديث إردوغان عبر «فيس تايم» في قناة «سي إن إن تركيا» أسهم في تشجيع مؤيديه على النزول للشروع والتصدي لوحدات من الجيش التي حاولت الانقلاب على نظام حكمه. وكانت شركة «آبل» قد طرحت تطبيقها «فيس تايم» للتواصل عبر الفيديو بين أجهزتها الخاصة عام 2010 لأجهزة iOS وعام 2011 لنظام «ماك»، ويعد من بين أحد أبرز التطبيقات التي توفرها «آبل» لمستخدميها. وعلى جانب آخر، فقد واجه رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا صعوبات شديدة للوصول لمواقع مثل فيسبوك و«تويتر» و«يوتيوب»، بل إن بعض التقارير الإعلامية أكدت أنها كانت محظورة خلال ساعات الاضطرابات والتوتر في تركيا، ولكنها لم تحدد الطرف المسؤول عن الحظر. في الوقت نفسه، واجه رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا صعوبات شديدة للوصول لمواقع مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب»، بل إن بعض التقارير الإعلامية أكدت أنها كانت محظورة خلال ساعات الاضطرابات والتوتر في تركيا، ولكنها لم تحدد الطرف المسؤول عن الحظر.